دعا عضو الهيئة التأسيسية في "التيار الوطني الحر" رمزي كنج رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الى الاسراع في التشكيل لانه اذا لم يرغب في التأليف عليه ان يفسح المجال لاختيار شخصية تستطيع تأليف حكومة سياسية، واعتبر ان من يعتقد انه يستطيع حشر الجميع في الربع الساعة الأخير عبر التوقيع على" حكومة خراب " فهو مخطىء لأن النتيجة الكارثية ستطال النظام اللبناني برمته.
واعتبر كنج في حديث صحفي ان "ما نشهده اليوم دليل على وجود الكثير من الشوائب التي تحكم نظامنا السياسي ومن هنا الدعوة الى إعادة النظر في الصيغة الحالية إن إتفاق الطائف قد إنتهى فهو ليس إتفاقاً بإرادة لبنانية، ولكن ما نتمناه ان تكون إعادة النظر بالطائف برضى الجميع وليس لغلبة فريق على آخر وأن لا ينظر كل من مصلحته الذاتية بل المهم ان نعمل للصيغة التي تستطيع ان تطمئن جميع اللبنانيين".
وشدد على اننا "مقبلون على إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة ومرحلة التخطيط لدمار سوريا ليس كمرحلة إعادة إعمارها، وليس من المستحب ان نشهد حالات إحباط جديدة كمثل التي عاشها المسيحيون بين العامين 1990 والـ 2005 فالنظام الإقليمي الجديد الذي سيولد سيعمّر اكثر خمسة عشر عاماً".
وفي موضوع تشكيل الحكومة لفت الى ان "إذا كان سلام لا يرغب في تشكيل حكومة واقعية تعكس التوازن السياسي، فالحل هو في الإعتذار لإعادة المشاورات لتسمية شخصية أخرى لأنه لا مجال للحكومات الحيادية ففي العام 2005 لم يتأخر اللبنانيون ليكتشفوا ان أهم وزيرين في حكومة ميقاتي الأولى حسن السبع وخالد قباني كان " عظمهم ازرق ". اما إذا اعتقد البعض انه يستطيع حشر الجميع في الربع الساعة الأخير عبر التوقيع على"حكومة خراب" فهو مخطىء لأن النتيجة الكارثية ستطال النظام اللبناني برمته.
وعن الإستحقاق الرئاسي، رأى كنج ان "المرحلة التي تفصلنا عن الإستحقاق هي مرحلة ضبابية والتوازنات النيابية لن تتغير قبل الإستحقاق وعليه إذا بقي الستاتيكو الحالي قائماً فإن المرحلة الحالية ليست كمرحلة بشير الجميل او الياس الهراوي فالمحاور المتصارعة في المنطقة ولبنان لم تبلغ مرحلة الإنتصار الساحق او الإنهزام الكامل وبالتالي وبحكم الأمر الواقع قد نكون امام مشهد آخر من إنتخاب رئيس للجمهورية يستطيع ان يؤمّن في جلسة إنتخابه النصاب المطلوب للإنتخاب بعد مرحلة من الفراغ الرئاسي قد تطول او تقصر إرتباطاً بالإستحقاق الرئاسي السوري".
وعن مسار الازمة السورية، رأى كنج اننا في مرحلة التصفيات النهائية وجلّ ما نتمناه ان تقتصر الأضاحي في لبنان على الخراف لأن لبنان وأهله لم يعدا يحتملا الدماء والدموع، لقد قلنا منذ بدء الأزمة في سورية ان سورية انسحبت من لبنان بعد 30 عاماً فلا تستدرجوها مجدداً ، وأن إيران كانت مستعدة لتنفيذ إتفاق التعاون الإستراتيجي معها لو شعرت بأن الوضع في سوريا سيتغيّر دراماتيكياً لمصلحة خصومها. وتابع "تأسيساً على هذه النتيجة فإننا في لبنان محكومون بأخذ العبر من المراهنة على الخارج لتصفية الحساب في الداخل فشئنا ام ابينا، ها هي اميركا تبني تحالفات جديدة لإعادة تلزيم منطقة الشرق الأوسط ولو استغرق الأمر بعض الوقت، وعلينا ان نقدّر جيداً معنى رفض السعودية مبدأياً لمقعدها في مجلس الأمن. وها هي الدول التي أدّت الدور الوظيفي في الأزمة السورية تحاول العودة من الشباك بعد ان خرجت بإرادتها من الباب".
واشار الى "اننا مدعوون جميعاً الى تقبّل التسويات التاريخية بين بعضنا البعض كلبنانيين لأن البديل خيار من إثنين إما ان تفرض الحلول فرضاً، وإما إنحلال الدولة وإنهيار مؤسساتها، فبقاء لبنان في ثلاجة الإنتظار لم يعد يجدي نفعاً لأن عوامل صموده قد تلاشت".
وتمنىّ كنج ان يعاد النظر بكل ما حصل منذ العام 2005 حتى اليوم وإجراء نقد ذاتي، فالوضع الحالي لا يسمح بالمكابرة ولبنان المستقل الموحد يستحق التضحية من الجميع قبل فوات الأوان وحيث لا ينفع الندم".